اخر مواضيع المدونة

الخميس، 14 أكتوبر 2010

دور الخدمة الأجتماعية فى مجال رعاية الشباب



تعريف الخدمة الاجتماعية في رعاية الشباب :
رعاية الشباب مصطلح حديث ولم نستخدمه في بلادنا إلا بعد ثورة الفاتح العظيم لما أكدت عليه من الاهتمام بشرائح المجتمع المختلفة وتحقيق سبل الرعاية لهم، ويرى البعض أن رعاية الشباب لا تدعو أن تكون الأنشطة المختلفة التي يمارسها الشباب في وقت فراغه بغرض استغلال هذا الوقت والاستفادة منه في مزاولة ألوان الأنشطة المحببة إلى نفس كل فرد منهم.

ولكن إذا نظرنا إلى مراكز توجيه الشباب ومكاتب الخدمة الاجتماعية فنجد أنها تراعي الشباب بتبصيره بأجتياجاته وتوجيهه للطريق المناسب لقدراتهم وميولهم أي أن هذه المراكز والمكاتب لا تعتمد في رعايتها للشباب على الالوان المختلفة من النشاط الرياضي والثقافي والاجتماعي والفني وغيرها، بل تعتمد في تحقيق أغراضها على التوجيه والارشاد والاقناع كوسيلة يتفهم بها الشباب الطريق الذي يناسب إمكانياته ويحقق به رغباته.

واقتصار رعاية الشباب على مفهوم الانشطة التي يمارسها الشباب في وقت فراغه هو فصل للرعاية التي نالها الفرد في كل من وقت عمله ووقت فراغه، وحيث أننا نعلم أن الفرد كل لا يتجزأ، وأن كل الخدمة التعليمية والصحية والاجتماعية والرياضية والثقافية والفنية وغيرها والتي تقدم للفرد في مجال عمله أو خارجه وفي وقت فراغه، والتي تقوم بها مؤسسات المختلفة تهدف في مجموعها رعاية شخصية الشباب موحدة، أي أنها عملية متكاملة تخدم نمو الفرد وتكامله.

ومما سبق توضيحه نستخلص بعض المفاهيم الاساسية لرعاية الشباب نوجزها فيما يلي (5):-

أنها نشاط وخدمات تمارس وتقدم للشباب في كل من أوقات الفراغ والعمل.
الرعاية ليست مقصورة علي ميدان أو مؤسسة، فكل ميدن يعيش ويعمل فيه الشباب يجب أن يرعاه.
الرعاية ليست خدمة للشباب بل هي عملية متكاملة تهدف إلى مساعدة الشباب على النمو العقلي والاجتماعي والجسمي والانفعالي، أي تهدف إلى نمو شخصية الشاب نمواً متكاملاً.

وذلك يمكن حديد ماهية رعاية الشباب " بأنه خدمات مهنية أو أنشطة منظمة ذات صبغة وقائية وغنشائية وعلاجية تقدم للشباب وتهدف إلى تنميتهم نمواً متكاملاً يتناسب مع إمكانياتهم ويحقق رغباتهم ويكون منهم مواطنين صالحين يسهمون في بناء مجتمعهم وتقدسيه".

أهداف الخدمة الاجتماعية في مجال رعاية الشباب:

الشاب هو مستقبل وأمل الأمة، وعلى أكتافه تلقى التبعات المستقبل والدولة حين ترعى الشباب وتوفر له إمكانيات الإعداد السليم ومقوماته، وتهيئ له أساليب الحياة الكريمة، ومن أغراض رعاية الشباب:-

تؤدي رعاية الذي ينقل الشباب إلى المحافظة على كيان المجتمع وبقاءه واستمراره فالشاب هو الذي ينقل ثقافة المجتمع ونظمه وأساليب تفكيره وعلومه وآدابه وفنونه، ولا يحفظ الشباب التراث الاجتماعي والقيم الاجتماعية في نطاق مجتمعه فحسب بل ينقله للمجتمعات الاخرى.
تؤدي رعاية الشباب إلى تنمية المجتمع وتقدمه، والمجتمع الذي تأمل في الوصول إليه مجتمع الكفاية والعدل.

مما سبق ذكره نلاحظ ان رعاية الشباب تتضمن كل عملية أو مجهود او تأثير يؤثر في مظاهر حياة الشباب بطريقة إيجابية في عقله، وفي جسمه وفي سلوكه وعاداته، وفي علاقاته الاجتماعية، وفي حرفته حتى يحقق حياة سوية ناجحة ويكتسب الخصائص النفسية والخلقية والاجتماعية التي يستلزمها المجتمع.

ومن هذا المفهوم يتضح خصائص مرحلة الشباب ليعد بدوره مجتمعاً وحياة أفضل لمن بعده فالاعداد الكامل السليم للنشء أساس في تحقيق أهداف المجتمع، والرعاية الكاملة للشباب في الميادين المختلفة عامل هام في خلق وبناء المجتمع المتكامل السليم.
وتنشئة الشباب على الأسس القومية السليمة، وتزويده بالمثل والقيم وتدريبه على ممارستها، وتدعيم صلته بالتجمع الذي يعيش فيه، وإعداده إعداداً كاملاً يؤهله لا يحمل الامانة عن وعي وإدراك هذه التنشئة هي أولى الواجبات التي تهتم بها الدولة فإعداد النشئ تعلب دوراً في بناء مجتمعه موضوع جداص خطير، إذ أن أثاره تنعكس على كيان الامة، واتجاهاته تتوقف على فلسفتها، كما أن أهداف ونظم ورسائل إعداد النشئ تعلب دوراً رئيساً في السياسة التربوية التعليمية للدولة فضلاً عن ارتباطها بسياستها الاقتصادية والاجتماعية.

وهكذا أصبحت رعاية الشباب تشمل جميع المواطنين في جميع الميادين كل ذلك بهدف الوصول لتحقيق غرضين أساسين:-

تنشئة المواطن المتكامل الشخصية المتفهم الملم بها له من حقوق وما عليه من واجبات، التزود بالخبرات والوعي الذي يساعده على الاسهام في بناء مجتمعه وتطوره.
رفع مستوى اللياقة البدنية والمهنية للشباب حتى يرتفع مستوى إنتاج كل شباب في كل عمل يقوم به ولنحقق زيادة ليستمر في الانتاج ولنرفع مستوى المعيشة للمواطنين.

الخصائص التي تكسبها رعاية الشباب للشباب:

تربية الفرد تربية اجتماعية، تدفع للشباب ليتفهم ويعي أهداف الجماعة،.
العناية المنظمة بالشباب من النواحي الصحية وتزويده بألوان النشاطات المختلفة وقدرته على ممارستها وإكسابه المهارات اللازمة التي تساعده ليقوم بكل ما يطلب منه من عمل بمستوى عال يساعد على تحقيق مستمر في الإنتاج.

القدرة على القيادة وتحمل المسؤولية .
القدرة على الخدمة العامة من اجل في تقديم الخدمات المختلفة التي تعود على مجتمعه بالفائدة.
احترام النظم العامة والتقاليد.
القدرة على التفكير الواقعي: تدريب الشباب على التفكير وأدارك حقائق الأمور يجعل الشباب يعيش في حاضره .
يجب أن تعمل برامج رعاية الشباب على إكساب الشاب المهارات المناسبة لقدراته وميوله حتى يشعر بالرضي والسعادة في مزاولتها، وينال التقدير والإعجاب عند التفوق في أدائها، والإحساس بالسعادة شعور يعكس قدرة الشاب علي حب غيره وحب الآخرين له كما يقوي هذا كلما شعر الشاب بقيمته في مجتمع، وبمدى الاهتمام والخدمات التي يقدمها المجتمع له، والمجتمع السليم هو المجتمع الذي يشعر فيه المواطن بالسعادة والرضي.
ومما سبق ذكره تجد أن رعاية الشباب في بداة أمرها كانت تتخلص في مساعدات ذاتيه ورعاية تقليدية غير منظمة يتبادلها الأفراد في الجماعات البسيطة في حياتهم المشتركة بدافع من الجيرة والشعور الإنساني.
فلما كثرت المجتمعات وتعقدت أمر الحياة فيها دخلت رعاية الشباب مرحلة المساعدات المنظمة وحل التخطيط محل العمل التلقائي ثم قامت الثورة الصناعية وما تجمع عنها من آثار اجتماعية ساعدت على قيام الحركات الإنسانية في القرن التاسع عشر وكذلك لعبت الثورتان الفرنسية والأمريكية دوراً كبيراً في نشر مفهوم الحرية وساعد على ذلك تقدم العلوم الطبيعية والاجتماعية.

دور الخدمة الاجتماعية في رعاية الشباب:

لا تقتصر ميادين رعاية الشباب على مؤسسات خاصة بل رعاية الشباب تشمل جميع الميادين التي يعيش أو يعمل فيها الشباب لذا يمتد دور الخدمة الاجتماعية إلى كل هذه الميادين لمساعدة الشباب في تحقيق أهدافه وسنحاول في هذا المقام وطبع أدوار للاخصائي الاجتماعي يمكنه أن يمارسها في كل هذه الميادين وهذا الدور يتمثل في:-

يحاول الاخصائي الاجتماعي أن يتيح للشباب الفرصة للمشاركة والتعاون في تنظيم مجتمعهم وتنمية روح الاخوة والتعاون بين بعضهم وبعض مع توجيهيهم للمساهمة في المشروعات القومية والخدمات العامة التي تساعد على رفع مستوى البيئة والمجتمع.

المساهمة في تخطيط برامج رعاية الشباب بحيث تساعد هذه البرامج على نمو وتكوين شخصية الشباب.

تكوين الجماعات التي ينضم لها الشباب والتي تعمل على تنمية شخصية الشباب وتيسير اشتراكه في الانشطة التي تلبي حاجياته وتتمشي مع قدراته وميوله وتنمي مهاراته المختلفة واكسابه الخبرات والتجارب من خلال ممارسة الاساليب الديمقراطية التي تنمي وعي الشباب وتزويده بالمعلومات اللازمة عن البيئة التي يعيش فيها حتى تساعده على الاشتراك في تطوير مجتمعه.

العمل على ربط نشاط الشباب واحتياجاتهم بإحتياجات المجتمع العام.

القيام بالبحوث الاجتماعية في مجال الشباب وذلك لتحديد الخدمات المناسبة وللتعرف على المشكلات لإيجاد الحلول المناسبة لعلاجها.

القيام بإعداد المعلومات والبيانات والإحصائيات عن نتائج برامج رعاية الشباب.
البحث عن الوسائل المناسبة التي يقضي بها الشباب وقت في فراغه في عمل يعود عليه بالنفع الجسمي والنفسي والعقلي والاجتماعي.
إعداد وتنظيم المعسكرات للون من ألوان الترويح الذي يساعد على زيادة الإنتاج وتنمية الشخصية وممارسة الأسلوب الديمقراطي وممارسة القيادة والتبعية كما تساعد هذه المعسكرات على دعم القيم وتغير الاتجاهات السلبية.

المشاركة في المؤتمرات المختلفة التي تناقش مشكلات وحاجات الشباب.
عقد الندوات والمحاضرات التي تهتم بمشكلات ورعاية الشباب.



المصادر والمراجع :

1.نضال عبد اللطيف : الخدمات الاجتماعية: مكتبة المجتمع العربي,عمان, ط1 2005 ص 14

2..احمد محمد اضبيعة :التنشئة الاجتماعية للشباب,دار الكتب الوطنية, بنغازي,1999.ص .11

3 . عبدالله فر غلى احمد ، منظومة المراكز الشباب التربوية ، ط 1 ، 2003 القاهرة ،ص18

4. مصدر سابق ، 2003

5.نضال عبداللطيف : مصدر سابق, ص 198.

6. سامية محمد فهمي المكتب الجامعي الحديث : مجالات الرعاية وطرق الخدمة الاجتماعية – الاسكندرية, ، 1982م.

7. محمد بن ابي بكر الرازي : مختار الصحاح, مكتبة لبنان: ،ص109.

8. خليل الجر: المعجم العربي الحديث, مكتبة اروس, باريس 1973، ص67.


ليست هناك تعليقات:

بداية البداية

بداية البداية