اخر مواضيع المدونة

السبت، 12 يونيو 2010

تعريف الخزف وتقسيمه وتطوره

تعريف الخزف، تقسيمه، وتطوره :

إهتدى المصرى منذ إستقراره على ضفاف النيل العظيم إلى صلاحية الطمى الذى تجىء به المياه من الجنوب إلى الشمال فى مواسم الفيضان كل عام لصناعة الأوانى وأن هذه الأوانى كانت تزداد صلابة تحت مواقد النار التى عرفها هذا الإنسان فى ذلك الوقت .
تعريفات الخزف: إن المؤلفات الحديثة وحدها هى التى تفرق بين الخزف والفخار
- " هو منتجات المواد الطينية بعد تشكيلها وتسويتها" ثم يبدأ فى التفريق بين كلمتى الخزف والفخار.
الخزف: فى اللغة لفظ يطلق على الجرار وما شابهها.
أما الفخار: لفظ يطلق أصلاً على كل خفيف سقيف وقد استعمل للدلالة على المشغولات الطينية من المواد ضعيفة البيئة.
ويشير المؤلف إلى أن كلمة سيراميك فى اللغة الانجليزية بمعناها الحالى Caramic تعبر عن كل من التنويعات الانتاج المصنوع من المواد الطينية المسواه سواء كانت مزجية أو غير مزججة ويرجع أصل الكلمة إلى اللفظ الاغريقى كيراموس.
ولقد استقرت فيه جمعية الخزف الامريكية على تعريف الخزف بانه المشغولات المصنوعة من المواد الطينية اللازمة أو التى تكتسب خاصية اللازبية بالمعالجة الحرارية لبعض المواد الارضية غير العضوية والتى تكتسب صفات المتانة والصلابة فى تمام مراحل صناعتها .



تقسيم المنتجات الخزفية:
       وعلى ضوء الاضافات السابقة أمكن تقسيم المنتجات الخزفية إلى قسمين رئيسيين هما:
1- المنتجات الخزفية الطينية.
2- المنتجات الخزفية المخلقة.
وتنقسم الأولى إلى الفخار بأنواعه المختلفة كالفخار الأحمر والفخار الأبيض والخزف الحجرى أو الزلطى أو الخزف الغير مسامى.
أما الثانية فهى عبارة عن موارد أرضية غير الطين تعالج حراريًا التكوين مواد مختلفة ذات عجائن لازجة قابلة للتشكيل وتكتسب متانتها وصلابتها نتيجة لتغير طبيعى كما فى الموارد الزجاجية أو لتحول كميائى فى المواد الاسمنتية والجير والمصيص .

تطور التاريخى لصناعة المنتجات الخزفية (العصر الفرعونى):
تنشأ الخزف نتيجة للاحتياجات الأولية للإنسان، ولذلك سجل التطور الذى وجد فى العصور اللاحقة فى العالم القديم، وإذا قصرنا الحديث هنا على مصر فإن مصر فى عصور ما قبل الميلاد كان يجرى على أرضها تطورًا كبيرا- كما قاموا بصناعة كمية كبيرة من الخزف الأحمر والأسود الذى حمل أشكال فنية رائعة ووزعت عليها زخارف من التى تحوى مناظرًا آدمية وحيوانية يدل على تلك المجموعات الخزفية التى عثر عليها Dit filnder petry  فى 1924 كان هناك ايضا نوعا من الحجر الأملس (الكوارتز المستورد).
وعرف البريق الزجاجى كأسلوب صناعى وأحرق تحت هذا المسمى والذى يؤرخ لها منذ عصور بعيدة ولقد استخدم فى مرص حوالى 5500 ق.م نوعان من الخزف له طلاء لامع وبريق ذو لونين ممزوج بالخطوط .

العصر البطلمى :
ظهر تقليد لبعض العناصر الزخرفية الفارسية وبدت مهارة الفنانيين المصريين فى تلك الفترة فى النقل عن النماذج الفارسية وخاصة نقل الأشكال الكاريكاترية ذات الملامح العصرية وفيما يتعلق بصناعة الخزف وخاصة تلك الأباريق البطلمية الشخصية التى تعرف باسم Arsind  و Berenice

العصر الرومانى :
إن الخزف المصرى فى العصر الرومانى كان مزدهرًا لكننا نفتقر إلى أمثلة مؤكدة الشبه إلى هذه الفترة فى مصر، وعلى أى حال فإن النماذج القليلة التى وصلت إلينا من تلك الفترة حوت نقوش مصنوعة وجميلة ذات بريق لامع متعدد الألوان .

العصر الإسلامى :
إن كثير من تقاليد أنواع الخزف فى العصر الرومانى قد وصلت إلى العصر الإسلامى ومعظم الزخارف كانت عبارة عن حيوانات ضخمة وأوراق نباتية وعلى أى حال فإنه من الصعب إيجاد صلة بين فن الخزف الرومانى والخزف الإسلامى فى مصر فقد ذكر Fan quet فإنه ذكر لنا نفس المعنى بقوله "إن الفترة من القرن الرابع إلى التاسع لم تتغير فيها الزخارف تغيرا جوهريا بمعنى أن الاشكال الزخرفية قد تتغير على أن الصناعة والتصميمات العامة لهذه الزخارف وكذلك الأنواع الطلاءات لم تتغير.
ومهما يكن من شىء فإن صناعة الخزف فى مصر فى الفترة السابقة على العصر الإسلامى مباشرة "العصر القبطى" مازالت فى حاجة إلى دراسات عميقة لاستجلاء غموضها على إننا نلاحظ بصفة عامة قربا من حيث التصميمات العامة لشكل الأوانى فى العصر اليونانى والرومانى .
وخلاصة القول هنا أن هناك صناعات التخزيف فى مصر كانت مزدهرة من الفترة التى سبقت إنتشار الإسلام بها .

الخزف فى مصر فى عصر الولاة :
إننا نعانى فى تلك الفترة من قلة المنتجات الخزفية والفخارية بشكل ملحوظ هذا ولا توجد نماذج للخزف المصرى ترجع إلى هذه الفترة وعلمها تواريخ فلا أى عمارات تشير إلى أماكن صنعها أو تاريخ هذا الصنع .



الخزف الإسلامى فى مصر فى العصر الطولونى :
ولعل أشهر الأنواع الخزفية فى هذا العصر كان الخزف ذى البريق المعدنى أو كما أطلق Kuhnel  عليه اسم Fast at liste  ويقول Kuhnel  فى العصر الطولونى فى مصر كما هو الحال فى أماكن أخرى سارت صناعة الخزف وفقا للطراز الخليفى العباسى وكان لزاما على المصانع المصرية أن تراعى ذلك وأن تنتج لهذا الطراز([9]).
الخزف الإسلامى فى العصر الفاطمى:
لقد قطعت صناعة الخزف ذى البريق المعدنى فى العصر الفاطمى شوطًا كبيرًا من الأزدهار الأمر الذى ثار دهشة الرحالة أمثال ناصر خسروه هلهم يشدون الى الازدهار بشىء من المبالغة فى بعض الأحيان ولعل أشهر أنواع الخزف فى العصر الفاطمى هو الخزف ذى البريق المعدنى.
ومن أنواع الخزف المصرى الذى أسفرت صناعته أيضا فى العصر الفاطمى نوع له طابع ريفى وبساطه تكسبه رونقًا وجمالاً ويصنع هذا النقى من طينة حمراء اللون ويزخرف بخطوط أنو نقط أو رسوم بسيطة أو كتابات باللون الأبيض والأصفر والأخضر المنجنيز وتخلط هذه الألوان بمادة زجاجية وترسم بها الزخارف وقد أطلق على هذا النوع وتخلط هذه الألوان بمادة زجاجية وترسم بها الزخارف وقد أطلق على هذا النوع اسم "خزف الفيوم" .. وفى أواخر العصر الفاطمى فى القرن السادس الهجرى (12م) بدأت فى مصر صناعة نوع من الخزف زخارفه منحوته أو محدده بخطوط مخروزه تحت الطلاء الزجاجى الشفاف ذى لون واحد .

الخزف المصرى فى العصر الأيوبى :
استمرت صناعة الخزف ذى البريق المعدنى حتى القرن الثامن الهجرى (14م) وإن كمية الإنتاج قد ضعفت بعد حريق الفسطاط سنة 564هـ / 1168م حيث كانت مركز هذه الصناعة وتتألف زخارف هذا العصر من أشرطة أفقية أو حلزونية وقوامها رسوم فوع نباتية وزهور ونباتات منقوشة بالبريق المعدنى ذى اللون الأخضر الزيتونى .
كما عرف فى العصر المملوكى نوع من الخزف تقليد البورسلين الصينى المصنوع فى بلاد الصين لا سيما فى عهد أسرة مينح سواء فى ألوانه أو فيما تمتاز به من رسوم الحيواتات والطيور والحيوانات القريبة من الطبيعة فى شكلها.

الخزف المصرى فى العصر العثمانى:
فى النصف الثاى من القرن العاشر الهجرى (16م) تدهورت صناعة الخزف فى مصر العثمانية مما مهد لسيادة الأساليب والطرز العثمانية منذ مطلع القرن الحادى عشر الهجرى (17م) وتداولت مدرسة محلية مصرية جديدة فى صناعة الخزف والبلاطات فى هذه الفترة لها مميزاتها الواضحة ، وعمومًا فإنه كانت هناك مدرسة فنية محلية بها أسلوبها الخاص والمميز فى إنتاج الأوانى والبلاطات الخزفية فى مصر وفى النصف الثانى من القرن 12هـ/18م. 

مراكز صناعة الخزف فى مصر:
الفسطاط:
قد إختلفت الرواه فى أصل الاسم ومعناه، ويبدو أن مدينة الفسطاط كانت مركزًا تجاريًا وحضاريًا هاماً، وأن هذه المدينة قد إتسعت وإرتفعت حالها على عهد الخلفاء من بنى أمية وبقيت مركزا للأمراء وإلى جانب الصناعات التى انتشرت فى مدينة الفسطاط وتدعيما لدورها التجارى كانت ميناء عظيم.
ومما سبق لا يدهشنا أن نعتبر مدينة الفسطاط أحد المراكز الهامة لصناعة الخزف والفخار فى العصر الإسلامى وذلك ما تشهد به الحفائر التى أجريت فى أرض هذه المدينة بالإضافة إلى الأعداد ا لهائلة من الأفران، التى اكتشفت فى إطلال الفسطاط وكانت تستخدم فى صناعة الخزف والفخار .
ويبدو أن الفسطاط ظلت مركزًا حضاريًا صناعيًا هاما حتى شاور بإخلاء الفسطاط وحرقها وكانت مركزًا تجاريًا هاا لتسويق ما يرد إليها من منتجات مدن ومراكز مصر الأخرى التى كانت تشتهر أيضًا بصناعة الفخار والخزف .

القاهرة :
كان قصر جوهر من إنشاء  القاهرة أن تكون معقلا حصينًا فأداروا السور اللين على معسكرات قواته وأنشأ من داخل السور جامعا وقصرا وقد أشار Reitemeyer  فى كتابه فى وصف مصر إننا يمكننا الجزم أن "جوهر" كانت لديه تعليمات محددة أن ينشر فى مدينة تكون قاعدة وراء الخلافة كل من وضعها لتكون منزلا ومسكنا للخليفة .
وكانت القاهرة مركزا حضاريًا هاماً فى إنتاج أنواع من الخزف، لم يصل إلينا قطا مؤرخة تشير صراحة إلى القاهرة بأى اسم من أسمائها ولكن من المؤكد أن مدينة القاهرة امتدت حضاريًا حتى اتصلت بالفسطاط وأن مجموعة الموضوعات الزخرفية الارستقراطية على أنواع الخزف الفاطمى والتى تشير بشدة إلى أن هذه الأنواع صنعت لتستعمل بصفة خاصة من قبل الخلفاء والأمراء وذويهم فإن القاهرة ايضا كانت مركزا الصناعة انواع فاخرة من الخزف والفخار خاصة بإستعمال الخلفاء والأمراء وكذلك للأهدار للحلول من الأخرى .

الإسكندرية :
كانت مدينة الإسكندرية منذ أن اسسها الأسكندر الأكبر المقدونى مركزا من مراكز الأشعاع الحضارى للفنون الهائلة وموطنا لكثير من الصناعات والحرف.
كما أن إزدهار الحياة الاقتصادية وخاصة التجارية وكنتيجة لتشجيع الحكام المسلمين عبر العصور للتجار المحليين والأجانب، والحق أن صناعة الخزف لم تكن ذات شهرة مثل صناعة النسيج من الاسكندرية .
وفيما يبدو أن الإسكندرية تؤلف مركزا محليا لصناعة التحف الخزفية خاصة بعض الأنواع المبكرة ذات الرسوم والزخارف البارزة ذات اللون الواحد وخاصة اللون الأخضر والأصفر المائل للأحمرار .
وقد استمرت الاسكندرية فى إنتاج هذا النوع من الخزف بالإضافة إلى الأنواع الأخرى والمعروفة فى مصر خاصة فى العصور الطولونية والفاطمية والمملوكية فعلى سبيل المثال كشفت حفائر الآثار فى منطقة كوم الدكة من عدد هائل من قطع الخزف ذى البريق المعدنى الفاطمى .
كما أن بعض القطع التالفة من هذا النوع إلى أن الأسكندرية لم تكن تستورد الخزف ذى البريق المعدنى من الفسطاط فحسب بل كانت تنتجه ايضا على أان كميات من الخزف التى ترجع إلى العصر المملوكى أكثر وخاصة نوع من الخار المطلى وكان هذا النوع قد انتشر فى الفسطاط بشكل كبير إلا أن العثور على بقايا نباتات بحرية ومخلفات حريق وكتل زجاجية أشارت إلى قيام مصانع خزفية فى تلك البقية .
ووجدت بالاسكندرية كما أشارت بذلك الحفائر العديد من المئات من قطع الخزف الأجنبية أو المستوردة مثل أنواع من الخزف الصينى والاسبانى والإيرانى وأيضا من قطع من السيلادون والبورسلين والذى كان معروفا لديها عن طريق الاستيراد .

الفيوم :
يبدو أن الفيوم كانت مركزا حضارياً ذا نوعية خاصة أنتج عبر العصور التاريخية الكثير من منتجات الخزف سواء قبل الإسلام أو بعده وكان لوقوع الفيوم كواحة أكبر الأثر فى أن منتجاتها الفنية كانت ذات طابع تقليدى إمتاز بالمحافظة ولعل شهرة الفيوم فى العصر الإسلامى جاءت من إنتاجها لأنواع مميزة من النسيج والخزف فالبنسبة لنوع الخزف الذى عرف باسم خزف أو فخار الفيوم فيبدوا إن أول إنتاجه يرجع إلى عهد الدولة الطولونية التى عرفت أنواع من الخزف الصينى والتى قام الخزافون المصريون بتقليدها، على الرغم من إنها ليست أدلة مادية على أن مدينة الفيوم قد انتجت هذا النوع من الفخار أو الخزف بالإضافة إلى منطقة الفيوم منطقة لنا عن مجموعة من هذا النوع من الخزف بالإضافة إلى كون منطقة الفيوم منطقة أثرية هامة نظراً لما كشف عنه الحفائر من تحف أثرية فى مختلف فروع الفنون المختلفة .
وليس الفيوم من ذلك أمر خارج عن القاعدة إذ أن هناك العديد من المراكز الفنية التى كانت تنتج الخزف والفخار وفى وقت مع منطقة الفسطاط ويمتاز هذا النوع من الناحية الفنية بأرضية بيضاء وبألوان متعددة وزخارف بسيطة إذ نرى على الآثار الواحد مجموعة من الأشرطة متجاورة وبقع متناثرة على جدار الأناء من ألوان مختلفة فهو إما مقلم أو مخطط أو مبقع صنع من طينات وردية اللون أو مائلة إلى الصفرة.
وقد استمر إنتاج هذا النوع من الفخار والخزف طول عصر الطولونيين والفاطميين حتى العصر المملوكى .

أسيوط :
ورد لنا اسم اسيوط من خلال توقيع فنان من فنانى الخزف وهو المعلم أحمد الأسيوطى والقطعة عبارة عن قاع إناء مطلى من الداخل والخارج ومحفوظ بمتحف الفن الإسلامى بالقاهرة ويبدو أن المعلم أحمد هذا كان يعمل فى أسيوط شأنه فى ذلك شأن شرف الأبوانى الذى كان فى أبوان، ويعتقد محمود حسين أن كل منهما قد عملا فى أبوار وأسيوط مسقط رأس كل منهما إلا إنهما فى الوقت نفسه قد صدرا إنتاجها هذا إلى العاصمة وإفتخارًا لهذا الإنتاج شار كل منهما إليه إشارة واضحة وصريحة إلى المكان الذى يعمل فيه حتى يميزه عن إنتاج الأماكن الذى يصدره اليها حتى يميز نفسه كفنان من غيره من الفنانيين الخزافيين الذين يعملون فى الأماكن التى يصدر إليها إنتاجه ولذا فليس من الغاريب أن تكون مدينة اسيوط مركزًا هاما من مراكز صاعة وزخرفة الخزف الإسلامى .
كتبها :
شيماء
الفرقة الثانية - كلية آثار
جامعة الفيوم

ليست هناك تعليقات:

بداية البداية

بداية البداية